!... الصفعة التي رنت لها أرجاء الرحامنة

Publié le 15 Juin 2021

 

الصفعة التي رنت لها أرجاء الرحامنة ...!

كنت قد نأيت بنفسي عن الخوض في السياسة في ابن جرير، لكن الاستفزاز الوقح من طرف من تقلدوا أمور تدبير الشأن العام بالمدينة منذ عقدين، بإعادة لَمِّ الشمل بعد التشرذم، من أجل الإجهاز على ما تبقى من مقدرات مدينة ابن جرير، بعد أن أغرقوا الجماعة الحضرية في دين بلغ 7 ملايير ونصف سنتيم (75 مليون درهما) مكنهم من تأهيل بعض أحياء المدينة معماريا، ولم يرقبوا في أهلها الذين وضعوا ثقتهم فيهم إلاًّ ولا ذمة،  فرهنوا مستقبلهم التنموي لخمس عشرة (15) سنة، إذ يبلغ الاستحقاق السنوي للفائدة على الدين 900.000,00 درهم (90 مليون سنتيم).

وللتذكير، فتأهيل هذه الأحياء كان من المفروض أن تقوم به مبدئيا شركة "ديار المدينة" التي جهَّزت البرامج السكنية والتي التزمت بذلك في دفاتر التحملات. لكن المجلس الحضري أعفاها من ذلك لسبب بسيط هو "تهييئ الحملة الانتخابية"، والله يعلم قدر المقابل الذي قد يكون جناه القيمون على المجلس الحضري مقابل هذه الهدية. وقد دأب المجلس على هكذا هدايا إلى شركة ديار المدينة، حيث مكنها من وعاء عقاري هو في أمس الحاجة إليه ليلجأ إلى نزع ملكية عقارات للخواص، عجز عن تعويضهم عنها لإفلاسه.

وبالتمعن في الصورة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لجماعة "الخزي"، نستحضر الآية رقم 4 من سورة المائدة.

فمن الشلة من ينطبق عليه حكم "المنخنقة". والاختناق إما أن يكون قصداً وهو حال من لا قوة ولا إرادة له، ويمثلون القطيع ممن يثورون إذا رُفع عنهم السياط، همهم الوحيد أن يبقوا تحت كنف اسيادهم مكتفين بالعيش على الفُتاة. وقد يكون الاختناق اتفاقاً حيث يسقط المنخنق في الفخ الذي يكون قد نصبه خطأً لنفسه فيقضي فترته النيابية لا هو من الآكلين ولا هو من المأكولين، ويكون بمثابة "كلينكس" – على حد قول خالد الجامعي رحمه الله - يرمى به بعد استعماله. ومن بين هؤلاء برلمانيون، ورؤساء جماعات من علية القوم، وإمَّاعيون ممن خَرَّ بهم السقف فوجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها ممن يتحدث في شؤون العامة والأمور السياسية بدون علوم على حد قول الممثلة خديجة أسد.

أما الذين يدخلون في حكم "الموقودة" وهم كثر، فيظهرون في الصورة مثل من: 

        " قَصُرت أخادعه وطال قذاله فكأنما مُتربص أن يُصفع،                     وكأنما صُفعت قفاه مرة وأحس ثانية بها فتَجَمَّعَ "

على حد قول الشاعر ابن الرومي. وأكثرهم يحمل وردة كمن يُحتفى بهن وطنيا يوم 10 أكتوبر من كل سنة، وليس الذكر كالأنثى. ويكفي الحزب الذي يفتخرون اليوم بشعاره، زيادة حرف في قواته، جراء انجرافه عن الطريق الذي رسمه المهدي بن بركة، وعبد الرحيم بوعبيد، والحبيب الفرقاني وغيرهم، ليصبح في مقام الخصيتين. ومما يؤسف له أني كنت يوما مَّا أنتمي إليه وخضت باسمه الانتخابات الجماعية لسنة 1976، مع مجموعة العصامي وبلقاضي والبخاري البشير والمستعين وغيرهم، رحم الله من غادر منهم وأطال في عمر من لا زال على العهد. وطوبى لمن انسلخ مؤخرا عن هذه الهيئة التي امست هجينة، من خبث زعمائها.

أما من يندرج في حكم "المتردية" فأعلاهم مقاما ممن تم طردهم أو الاستغناء عنهم من طرف هيئاتهم التي قذفت بهم في الساحة السياسية من أجل تمييع المشهد السياسي الوطني، فعاتوا في الأرض فسادا باسمها، ولم تكن لتستمر معه في تمتيعهم بحصانة أفلتت جلهم من المحاسبة لقربهم ممن تسبب في توريطهم وأعرض عنهم. وقِس على هؤلاء من آمنوا براهبهم رغم كونهم لا يعرفونه، فسُقِطَ بقدرة قادر في أيديهم. وما عسى المتردي أن يدبر خصوصا إذا كان السقوط "من أسفل إلى فوق" على حد قول أبي نواس. هي نماذج لا تستحق إلاّ الشفقة.

اما "النطيحة" فيندرج في حكمها من انتفض من رماده بعد مذلة مارسها عليه أسياده، فما كان منه إلاَّ الخنوع ليعرض خده لصفعة ثانية تزكيه وتجعل أسياده يرضون عنه إلى حين. مصيره غير معروف ولا يعلم إن كان سيواكب المجموعة إلى نهاية الولاية، وبأي ثمن سيضمن بقاءه.

وتندرج كل هذه الأصناف وتنضوي تحت حكم "الجيفة" أو ما اصطلح عليه قول الله تعالى بعبارة "وَمَا أَكَلَ السَّبُع"، ويبقى السؤال مطروحا لمعرفة ما إذا كانت الاستحقاقات المقبلة ستفرز سَبُعاً يقوم بالتهام هذه الشرذمة التي لم يعد لها ما تعطيه لهذه البلدة. وغالب الظن أن هؤلاء سيلعبون دور "الأرنب" بالنسبة لمن يجري إعدادهه  للفوز بالانتخابات المقبلة، لأن مشكلتنا السياسية لا تنبئ بقرب الإصلاح الدستوري المنشود منذ الأزل.

ولقد بلغني أن الأمين العام همَّ لإنقاذ الموقف بصحبة مول الشكارة والرحمانية، لكن الحضور كان باهتا.

وفي الختام أتوجه إلى فئة الشباب لاستعطافها قصد المشاركة، فالعزوف قد يؤدي إلى تشكيلات سوف تأتي على الأخضر قبل اليابس. وأختم محاولتي هذه بقصة الفقيه سي المحجوب متصدق الذي حاول ذات مرة الاشتغال بحرث أرض اكتراها. وكان يتردد على الضيعة التي زرعها شعيرا مرة تلو الأخرى، فلاحظ بعد أمة أن زرع جيرانه ينمو بينما زرعه يراود مكانه. ولما يئس منه توجه إليه قائلا: "شُوفْ انْتَ أَشْ دِّيرْ گُدَّامْ گْرَانَكْ، أمَّا أنَا غَادِي نَمْشِي نْطْلُبْ فَالشَّاوِيَة ". رحم الله سي المحجوب وعافى الله أبناء الرحامنة من التسول.

محمد لعبادي

Rédigé par Laabadi's

Publié dans #DEVELOPPEMENT DURABLEE

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :