"عز الخيل مرابطها"

Publié le 18 Août 2014

"عز الخيل مرابطها"

كنت قد دشنت منذ 2009، مدونة خاصة  « http://mlaabadi.over-blog.com »، نشرت فيها بعض المقالات ودراسة حول الصناعة التقليدية بإقليم قلعة السراغنة الذي كان يشمل آنذاك قبائل الرحامنة، والسراغنة وزمران. وكان الدافع الذي جعلني أختار هذه الإستراتيجية، هو أن المواقع والجرائد الإلكترونية المخصصة للإقليم بل للرحامنة آنذاك، كانت ما زالت لم تبلغ الحد الأدنى من النضج والاحترافية المطلوبة في هذه القنوات ذات الحدَّين. لكنني وجدتني، نظرا للكم الهائل من الوقت، تلك العُمْلة الصعبة التي يتطلبها التدوين، والمسئولية التي يقتضيها هذا العمل التطوعي المضني، (وجدتني) مضطرا للعدول عن هذه الإستراتيجية، والتعامل مع موقع ابن جرير نيت  « http://www.benguerir.net »الوحيد الذي كان يتمتعبكثير من المصداقية، وما يزال صامدا أمام الإغراءات والتهديدات. وقد حاولت الانفتاح على جرائد إلكترونية أخرى لكن التجربة باءت بالفشل، للسبب ذاته الذي حفزني على إنشاء مدونتي، والنتيجة قضيتان من أجل السب والقذف والتشهير، ما زالتا معروضتين على أنظار القضاء.

لهذه الأسباب أعلن للقراء  الشرفاء الأعزاء، إعادة تفعيل المدونة التي كنت قد أنشأتها باسمي والتي بقيت تنتظر، بوفاء قل نظيره اليوم، عودتي إليها قصد إغناء الساحة الرحمانية  بالمعلومات والتجربة المتواضعة التي راكمتها منذ خمسة عقود خلت، في ميادين شتى. ولا يفوتني أن أنوه ببوابة « http://www.benguerir.net »   وصاحبها الشاب الأديب وليد لبطايني (وَلِدُ للمقربين)، على رحابة الصدر والإنصات المتميز الذي يفتقده الكثير من أقرانه، مطمئنا إياه بأنني سأبقى وفيا له ولبوابته ما دام ملتزما بوقوفه على نفس المسافة من جميع الفاعلين الاجتماعيين، بمهنيته المعهودة. وهكذا سأعمل جاهدا على جعل بوابته ومدونتي قناتين تكمل إحداهما الأخرى، لمضاعفة "المقروئية"، في عملية استباقية للمساهمة في تطبيق الحق الدستوري للولوج إلى المعلومة، وتحسين تنزيله على أرض الواقع، خصوصا أن مشروع القانون رقم 31/13 المتعلق بهذا الحق الذي اعتمد من طرف مجلس الحكومة المنعقد بتاريخ 31 يوليوز 2014، عرف في صيغته النهائية تراجعات جوهرية خطيرة لا تنسجم مع منطوق وروح الفصل 27 من الدستور، ولا مع مقتضيات الاتفاقيات و المعاهدات الدولية ذات الصلة، ولا حتى مع توصيات المناظرة الوطنية التي انعقدت حول الموضوع بتاريخ 13 يونيو 2013، حسب البلاغ الصادر عن الشبكة المغربية من أجل الحق في الوصول إلى المعلومات، يوم 01 غشت 2014. وكلها إرهاصات تنبئ بالعراك الساخن الذي ستُضْطـَرُّ إليه الفعاليات الحقوقية الوطنية مستقبلا من أجل إقرار هذا الحق الدستوري الذي مُنِحَ باليمنى ليتم استرجاعه اليسرى.

وأول بشرى أزفها للقراء بهذه المناسبة، هي نشر كتابي الذي يناقش "تجربة فؤاد عالي الهمة بين الإبداع والاستنساخ" المغضوب عليه من طرف الذين نصبوا أنفسهم مدافعين عن فؤاد عالي الهمة، دون أن يكلفوا أنفسهم قراءته، ولكن أرجو المعذرة لأنني نسيت أنهم حتى لو حاولوا فليست لهم لا القدرة الثقافية ولا الشجاعة الأدبية على القراءة. وسيكون هذا النشر مجانا على المدونة، لتمكين القراء من قراءته، راجيا من الله أن يصنفه وكل ما أكتب بمثابة علم ينتفع به.

أما البشرى الثانية فستكون هي انطلاق عرض المشروع التنموي الشامل للرحامنة الذي كنت قد وعدت به القراء في الجزء الرابع من مقالي الذي يحمل عنوان "إلى من تدرج في التاريخ مشيا القهقرى !" ، والذي كنت قد حاولت إقناع العامل فريد شوراق بجدواه فلم يبد أي اهتمام بالأمر، بل استمر في تحديه واحتقاره وإذلاله للرحامنة المستضعفة، بتجديد الثقة في حجاج مساعد كرئيس لإحدى جمعيات السيد العامل السيادية، جزاء له على حسه الوطني وحدسه الثاقب اللذان مكناه من اكتشاف فضيحة تجزئة "حسن الجوار" التي سهر السيد العامل بنفسه على طمسها قرائنها، ناهيكم عن كون العامل يسكت عن تمادي مولاه التهامي محيب في نشر الأرقام المفبركة، كما كنت قد بينت ذلك بطريقة علمية، في كتيبات تكلف ميزانية ضخمة تُنْهَبُ من جيوب الساكنة المسكينة. ولم لا "من لحيتها يلقمو لها" ؟      

وسوف أغتنم الفرصة لتضمين أرشيف المدونة جميع ما كتبت منذ أواسط التسعينيات باللغة الفرنسية أو بلغة الضاد، وذلك لتمكين الشباب بالخصوص من أن ينهل من رصيدي المعرفي المتواضع، إن لم يكن للتدليل فعلى الأقل لتنمية ثقافتهم العامة.

وفي الختام، أود أن أطمئن القراء على أنني، رغم كيد الكائدين، سأستأنف المسيرة التي خضتها بمعية أحبائي الشرفاء، بعد فترة تقييم وتمعن خرجت منها، والحمد لله، مرفوع الرأس منتصب القامم أكثر من ذي قبل. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

محمد لعبادي.

Rédigé par Laabadi's

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article