عامل البام على الرحامنة ... نقيبا للإعلامويين

Publié le 5 Décembre 2014

عامل البام على الرحامنة ينصب نفسه نقيبا للإعلامويين

 

في إحدى زياراته للمغرب، قام الممثل المصري يحيى الفخراني بجولة صحبة صديقه عبد الوهاب الدكالي، على طول شارع محمد الخامس بالرباط مشيا على الأقدام. وفجأة توقف الفخراني عن المشي فالتفت الدكالي ليجده مشدوها من هول ما شاهد، وكانت يافطة مكتوب عليها "وزارة الداخلية والاتصال"، فتوجه الممثل المصري إلى صديقه قائلا : "إيهْ دَهْ، دُولْ ما يِمْشُوشْ مَعَ بَعْضْ" ؟

 

إبداع في سلطات العمال يستحق التعميم !

ممثل صاحب الجلالة على إقليم صاحب سيدنا، الذي يبدو أنه فوض من طرف هذا الأخير لتثبيت رواسي حزب الأصالة والمعاصرة وإطباق هيمنته على المنطقة، يكلف نفسه عناء العمل في يوم عطلة، ويبتدع فيه صلاحيات تستوجب مراجعة النص القانوني المنظم لصلاحيات عمال صاحب الجلالة على أقاليم المملكة. واللبس الذي يحاول الملاحظون فك رموزه هو: "هل فريد شوراق عامل البام أم هو عامل صاحب الجلالة فعلا ؟شك يكاد يلامس اليقين. الحضور كان يتصدره جهابذة التهافت الإعلاموي، فمنهم من آمن وذاب عشقا في السيد العامل فأطنب في مدحه، ومنهم من لا يزال ينتظر نصيبه من الكعكة لكي يقرر أيؤمن أم يكفر، ومنهم من تجاهلته الاستعلامات لكونه خارج التغطية، حيث افتضح فشل مصالح العمالة في ضبط معلوماتها، رغم محاولة العامل تدارك الهفوة المخابراتية فتعهد باستقبال من تم تجاهله، رغم كونه أزبد في المدح، شخصيا. والموضوع هو خلق شبكة للإعلام بالإقليم ومدها بـ: مقر وميزانية. وكلما هنالك أن العامل يحب المنبطحين، والمنبطحون بحب العامل جديرون. وكما قال المرحوم  بَلْحَسَّاكِيَّة : "الله يَجْعَلْ لَمْحَبَّة دَايْمَة".

 

اتفق الإعلامويون على أن لا يتفقوا

ارتباك وارتجال وتذبذب طبع تحركات فطاحل الإعلامويين من أجل التموقع لضمان الفوز بنصيب وافر من الكعكة، مما جعل الجوقة تعلن عن انعقاد جمع عام تأسيسي لخلق الشبكة، وانتخاب مكتب مسير لها، لولا أن العامل وكأنه يريد أن يؤكد للجميع أنه هو صاحب الحل والعقد، ذكر الجميع بأنه لا يمكن الحسم في القضية وأنه يجب على الجميع التشاور والتوافق على الهياكل المسيرة للمولود الجديد المنتظر.

كان تصريح العامل بمثابة نسف للتكتلات المعلنة، حيث بدأ الفطاحل في إعادة ترتيب أوراقهم في عملية استقطاب ذكَّرَت الجميع بمناورات الحملات الانتخابية. وفي غياب العنصر الذي يمكن من الحسم في الأغلبية، بدأت حرب الاستقطاب وتركزت الجهود على أحد العناصر الحديثة العهد بالميدان الإعلاموي، فأصبح ممن يرجى ودهم في انتظار استتباب الأمور للفظه بعد استغلاله "والله يرحم سي عباس".

وكثر القيل والقال وانطلقت الألسن قبل الأقلام، تارة لشتم من لا يساير المنبطحين في صمت صاخب، وتارة أخرى للمدح والتملق لأرباب النعمة وعلى رأسهم عامل الإقليم ورئيس المجلس الحضري لابن جرير، فكانت النتيجة هي النيل من اللغة العربية وتمريغها، هي "واللِّي خَلِّفُوهَا" من جمع مذكرها ومؤنثها السالمين الذين لم يسلما من اللحن وزيغ اللسان، والإدغام بغير مُدغم، والإظهار بغير بيان، ولغة أكلوني البراغيث، وكفانا فيهم يكفونا. هذا من حيث الشكل أما المضمون فأجوف نخب هواء.

ومن فرط شك الفطاحل في قدراتهم وعدم ثقتهم في أنفسهم، نظموا حفلا ممول من طرف المجلس الحضري، لتكريم بعضهم البعض حيث تبادلوا التهاني في مهزلة من قبيل "عَظَّمْ خُوكْ ألْبُخَارِي"، والهدايا في مشهد هذيان كان أعظم.

 

كفانا ضحكا على الذقون وكفانا استرزاقا

يا قبيلة ضحكت من جهلها القبائل. ألم يان للذين ما زال لديهم مقدار ذرة خردل من الإيمان أن يفيقوا من سباتهم ؟ إلى متى سنبقى أضحوكة لمن هب ودب من المسؤولين، سلطات كانوا أو منتخبين ؟

سبق أن فسرنا لمن أراد أن يَذَّكَّر كيف أن حزب التراكتور هيمن سياسيا في عملية نصب ممنهج على 24 من أصل 25 جماعة بالإقليم، فقال الكثيرون "فْحَقّْ لَكْتَابْ كَتّْبَاسْ الجَلْدَة" وقلنا ساعتها آمين. وسبق أن بينا كيف أن العامل فريد شوراق ضحك على الرحامنة بتمكين الحزب الذي يبدو أنه هو الذي كان وراء تعيينه على رأس الإقليم، من الهيمنة على المجتمع المدني بإنشاء ثلاث جمعيات سيادية أوكل تسييرها لرموز الحزب، والتي تُستعمل الآن في حملة انتخابية سابقة لأوانها، يساهم فيها العامل مباشرة. فإلى متى السكوت على هذه التجاوزات ؟ ألم يبق في الرحامنة رجل رشيد ؟ وها أنتم الآن ترون كيف أن فرعون يحشد سحرته ليستخفنا فنطيعه، فما أنتم فاعلون لمقاومته أم أن لا حياة في من أنادي ؟

لقد أعدت مشاهدة فيديو خطاب فؤاد عالي الهمة في التجمع الذي عقد بمدينة عيون الصحراء، في إطار الحملة الانتخابية للاستحقاقات الجماعية سنة 2009، والذي صرح فيه أنه قام باجتثاث ثلاث عائلات في الرحامنة ونصح الصحراويين بالقيام بنفس العملية في الصحراء، فجاء الرد ولو بعد حين من الزمن، من مدينة العيون نفسها، عنيفا كاد المغرب أن يخسر فيه مصداقيته الدولية، حيث كلفه ذلك الكثير من التضحيات. وأغتنم الفرصة لوضع سؤال على سي فؤاد: فعلا قمت باجتثاث عائلات كانت تُنْعَتُ بالفساد، فلماذا أعدت اقتياد نفس رؤوس الفتنة الذين كانوا يتربعون منذ عقدين على الأقل على رأس الجماعات المحلية، وكنت تعلم أنهم كانوا يدينون بالولاء لتلك العائلات ؟       

قال النبي صلى الله عليه وسلم "إياكم وأبواب السلطان، فإنه قد أصبح صعبا هبوطا" أي يصعب التخلص منه للذلة والمسكنة التي تعتري من يرتد على باب الحاكم، وهو حديث صححه الألباني رحمه الله. فأين الإعلامويون الذين يزعمون أنهم يمثلون صاحبة الجلالة "الصحافة" من هذا الحديث ؟ أم أنهم من المقوين ؟

والسلام على من اتبع الهدى.

محمد لعبادي

عامل البام على الرحامنة ... نقيبا للإعلامويين

Rédigé par Laabadi's

Publié dans #OPINION

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article