(3) الصناعة التقليدية في منطقة الرحامنة ؟

الـخـلـل رقم 3 : الـمـسـتوى الـتـعـلـيـمي الـهـزيـل

من الآفات التي تنخر جسد الصانع التقليدي الرحماني، المستوى التعليمي الهزيل، إن لم نقل الجهل. و تجدر الإشارة هنا إلى أننا استعملنا فيما يخص المستوى لفظة "التعليمي" بدل الثقافي، و السبب هو أن هذا الكائن الذي هو الصانع التقليدي لا يرقى في تكوينه بصفة عامة إلى درجة المثقف، الذي يمكنه إن يعوض مستواه التعليمي الضعيف بدرجة عالية من الوعي بحالته و بالمحيط الذي يتفاعل فيه. و من المؤسف أن نلاحظ على أن هذا الوصف ينطبق حتى على الحالات الثلاثة التي بلغت مستوى الباكلوريا فما فوق. هكذا سنناقش المستوى العام قبل أن نتطرق إلى عدم التمدرس ثم aالهدر المدرسي  

الـمـسـتوى الــعـام

التوزيع حسب النوع و المستوى التعليمي
	ابتدائي	إعدادي	ثانوي	باكلوريا	جامعي	غير ممدرس	المجموع
نساء	19	3	4	-	1	42	69
رجال	34	9	1	1	1	53	99
المجموع	53	12	5	1	2	95	168

بعد قراءة الجدول السابق، نرى على أن عدد غير الممدرسين يبلغ 95 شخصا من أصل 168 أي 56,55 % من المجموع. و يتفاقم الوضع إذا ما اعتبرنا النوع حيث نلاحظ على أن النسبة لدى الرجال تصل إلى 53,54 % بينما تصل لدى النساء إلى 60,87 %، و هو ما يؤكد مرة أخرى الوضعية المزرية للمرأة.

عـدم الــتـمـدرس

توزيع غير الممدرسين حسب النوع و السبب
	غياب البنيات	الفقر	العقلية	سبب آخر	المجموع
نـــسـاء	25	12	4	1	42
رجــــال	32	19	1	1	53
المجموع	57	31	5	2	95

لا يعكس الجدول السابق عدم وعي الساكنة بأهمية التعليم حيث لا تتعدى الحالات التي يعزى السبب فيها إلى العقلية 5 أشخاص أو 5,27 %، بقدر ما يعكس إخفاق السياسة التعليمية الوطنية، إذ تبلغ الحالات التي يعزى فيها عدم التمدرس إلى غياب البنيات (مدارس و مرافق تربوية كالمراحيض و السكن بالنسبة للمعلمين) و الفقر، ما لا يقل على 92,64 %. و مما يؤكد هذا الإخفاق، كون غياب البنيات يمثل 60 % من المجموع، بينما يمثل الفقر إلا 32,64%. و هذا ما يفسر المجهودات شبه اليائسة لاستدراك الوضعية المأساوية التي تعيشها منطقة الرحامنة في هذا الميدان، خصوصا إذا ما علمنا بأن التنمية لا يمكن أن تستقيم بدون تعبئة جميع مكونات المجتمع. و ماذا يمكن أن تفيد هذه التعبئة إذا كانت نسبة كبيرة  من الطاقات البشرية غير مؤهلة للقيام بدورها في التنمية ؟ سوف يتطلب هذا المجهود التضحية بجيل أو جيلين آخرين، قبل الوصول إلى التوازن المطلوب

الهدر المدرسي

سبب الهدر المدرسي حسب النوع و السبب
	غياب البنيات	الفقر	العقلية	سبب آخر	المجموع
نـــسـاء	6	10	1	8	25
رجــــال	8	25	2	10	45
المجموع	14	35	3	18	70

يلاحظ لدى قراءة الجدول أعلاه، على أنه عكس عدم التمدرس الذي يعزى السبب فيه بالدرجة الأولى إلى غياب البنيات(60 %) ثم الفقر بالدرجة الثانية (32,64%)، لا يمثل الأول إلا 20% بينما يمثل الثاني 50 % فيما يخص الهدر المدرسي الذي يعد من المعيقات المهمة للتنمية. و هذا ما يفسر النسبة العالية للصناع الذين لهم مستوى ابتدائي (53 من أصل 168) أي 31,55 %، الذين لم يكن لأوليائهم القدرة على تمويل متابعة دراستهم في غياب دور الطالب لاستيعابهم بالمراكز التي تتوفر على مؤسسات للتعليم الإعدادي. و هذا ما يفسر السياسة المعتمدة من طرف المسؤولين حيث يشترط بناء دار الطالب لكل إعدادية يبرمج إنشاءها

الحلول المقترحة و الشركاء

الحلول	الشركاء
- محو الأمية * - التربية غير النظامية - التكوين بالتناوب - التكوين بالإدماج	- السلطات الإقليمية - الجماعات المحلية - السلطات الصحية - السلطات التربوية و التعليمية - القطب الاجتماعي (الوزارة، وكالة التنمية الاجتماعية و التعاون الوطني) - المجتمع المدني - المنظمات الدولية - وكالات التعاون الدولية - المنظمات غير الحكومية - مؤسسات القروض الصغرى
* من بين المستجوبين من استفاد من برامج محو الأمية، لكنهم فقدوا كل ما تعلموه، وهو ما يطرح بحدة مشكل "رسملة التكوين".

من المعلوم على أن مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، تعمل على محور التمدرس. و ما يجب التحذير منه هو تفضيل دواوير صغيرة مثل "القليعة" التي لا يتعدى عدد أسرها العشرة و بها مدرسة، على أخرى هي في أمس الحاجة إلى المدرسة مثل دوار "الشلالڭة لبڭاڭرة" الذي يفوق عدد أسره 70 و لم يحدث قط استفادته من أي برنامج مدرسي. و السبب في إقصائه يكاد لا يصدق، و هو عدم وجوده بهذا الاسم على الخريطة الطوبغرافية المعتمدة من طرف المصالح الوزارية الإقليمية، بل باسم آخر هو "لقدادرة". و بما أن لا أحد سبق و طالب بأي شيء لفائدة دوار "لقدادرة"، تم هكذا إقصاء دوار "الشلالڭة لبڭاڭرة" من البرامج التنموية. و ما يؤسف له هو كون برلماني سابق و رئيس الجماعة التي ينتمي إليها الدوار، و الذي كان يزوره فقط بمناسبة الحملة الانتخابية، يرجع أصل أجداده إلى الدوار نفسه، و مع كل ذلك لم يحرك في يوم من الأيام ساكنا و لو تكريما لأصوله الاجتماعية

محمد لعبادي