(5) الصناعة التقليدية في منطقة الرحامنة ؟

Publié le 2 Octobre 2009

الخلل رقم 5 (الشطر الأول) : جهل الهوية

 

كم من صناعنا التقليديين يعرف هويته كصانع تقليدي و ماذا تعني هذه الهوية بالنسبة له ؟ و كم منهم يعلم أهمية القطاع الذي ينتمي إليه في المنظومة الاقتصادية الوطنية ؟ و كم عدد الذين يعرفون المؤسسات الإدارية و التمثيلية الوصية على القطاع ؟ و من منهم له تكوين سياسي في أبسط أبجدياته ؟ كلها أسئلة حاولنا طرحها لنخلص إلى كون هذه الشريحة  هي أقرب ما تكون لِـ "القطيع"، منه إلى القطاع

 

من المُـفارقات ما يجعل الشجرة تـُغطي الغابة

 

من المفارقات التي تبين مدى استبلاد و استصغار و مهاكات هذه الشريحة الطيبة من طرف سماسرة يـُتاجرون بها في سوق النخاسة و هضم الحقوق للألفية الثالثة، كونها تعرف نمطا معيشيا استهلاكيا يجعل كل من يرى مظاهر الغنى الخارجية البادية عليها، يحسبها من اليسر بمكان

 

الولوجية إلى التكنولوجيات الحديثة

 

التلفاز

الهاتف النقال

الهاتف القار

الثلاجة

النساء

62

19

7

28

الرجال

81

56

5

25

المجموع

143

75

12

53

 

فإذا ما اعتبرنا الولوجية إلى التكنولوجيات الحديثة مثلا، نجد على أن 75 مستجوبا من أصل 168 (44,65%) يملكون هاتفا نقالا، مقابل 12 (7,15%) للهاتف القارّ، و 143 (85,12%) يتوفرون على جهاز تلفزيون، و 53 (31,55%) يملكون ثلاجة. و إذا ما اعتبرنا عامل النوع، سنرى بأن النسب متساوية ما عدى في حالة الهاتف النقال حيث نسجل تفوقا يتجاوز الضعف لدى الرجال، و في حالة الثلاجة حيث النسب معكوسة تـُظـْهـِرُ تفوق النساء، و هو شيء طبيعي إذا ما علمنا ما يمكن إن تمثله الثلاجة بالنسبة للمرأة القروية، في منطقة تتميز بمناخ شبه صحراوي خصوصا في فصل الصيف

 

الاهتمام بالقنوات التلفزيونية

 

الأولى

الثانية

المغربية

العربية

الدولية

لا شيء

النساء

62

57

2

16

4

1

الرجال

89

89

3

21

3

2

المجموع

151

146

5

37

7

3

 

أما فيما يخص القنوات المفضلة من طرف الشريحة الخاضعة للدراسة فجاءت الأجوبة لتعطي الأولوية للقنوات الوطنية، الأولى بنسبة 89,88% و الثانية بنسبة 86,91% بينما جاءت الفضائيات العربية بنسبة 22,03%. و الملاحظ أن النسب متساوية بالنسبة للرجال كما النساء، إلا من تفوق طفيف للرجال على النساء بالنسبة للقناة الأولى قد يكون السبب فيه اهتمامهم بالأخبار، و للنساء على الرجال بالنسبة للفضائيات العربية و السبب فيه الأفلام العربية. و كلها أرقام قد تخدع الباحث قبل القارئ. لأن العبرة بالوقع، و كيف عساه أن يكون إذا ما تذكرنا المستوي التعليمي المتدني للشريحة

 

الاهتمام بالبرامج التلفزيونية

 

الأخبار

الرياضة

البرامج الوثائقية

السينما

الموسيقى

النساء

43

8

22

31

13

الرجال

66

42

26

15

5

المجموع

109

50

48

46

18

 

 

 و قد تزيد الخدعة انطلاءً على القارئ إذا ما تمعن في نتائج الجدول السابق. ففعلا لمَّا عمقنا البحث و سألنا عن نوعية البرامج التي يشاهدها المستجوبون، جاءت الأجوبة كالتالي: الأخبار 64,88%، البرامج الوثائقية 28,58%، الرياضة 29,77%، السينما 27,38% ، الموسيقى 10,72 %.  لكن سرعان ما يدرك مدى التحايل – الساذج – للمستجوبين. لقد أتينا بهذه الأرقام كما هي، حرصا منا على الأمانة العلمية، لكن ارتساماتنا أثناء الحوار تجعلنا نتشكك في مصداقية الأجوبة. فنظرا لكون السؤال المطروح اقتراحي يقدم مختلف أصناف البرامج للمستجوب لكي يرتبها، لاحظنا مثلا على أن جل المستجوبين اختاروا الأخبار ظنا منهم على أن ذلك يزيد من قيمتهم، كما أن تهافتهم البادي على البرامج الوثائقية ليس عن اقتناع، بل لأن الكثير منهم يحب في هذه البرامج الجانب الاستطلاعي و الترفيهي فقط. كما يمكن للقارئ ملاحظة تفوق  عدد النساء على الرجال بالنسبة للسينما و الموسيقى، و هو شيء يمكن تفسيره بكون الرجل غالبا ما يقوم بأعمال أخرى كالتجارة و الفلاحة على حساب حرفته كصانع تقليدي، لتحسين أوضاعه الاجتماعية، الشيء الذي يجعله أقل تواجدا في البيت. و الغريب أن المرأة في بعض الحالات التي يكون فيها الزوجان كلاهما صانع تقليدي، لا تشتغل بصفتها هذه إلا إذا تدهور دخل الزوج أو ظهرت حاجيات إضافية جديدة للأسرة، و هو شيء يمكن فهمه إذا ما علمنا أنها تبذل جهدا كبيرا في تدبير أشغال منزلية لا يضطلع بها الرجل. و أغرب ما لاحظناه هو كون الرجال كالنساء، يستحيون من البوح بكونهم يشاهدون المسلسلات أو البرامج الموسيقية، ظنا منهم بأن ذلك من المجون

 

و يبقى المعطى الوحيد تقريبا، الذي يبعث شيئا مَّا على الارتياح بالنسبة لمستقبل هذه الشريحة الاجتماعية،هو كون 164 من أصل  168 مستجوبأ، أي  97,62% يملكون سكناهم، بقطع النظر عن نوعية و جودة السكن. أما الأربعة الباقون فاثنان منهم طفلان قاصران يعيشان مع أولياء أمورهما، و الاثنان الأخيران يستفيدان من سكن مُهـْدَا من أحد أفراد العائلة. و قد يساعد هذا كثيرا في انقاذ هذه الشريحة، إن وجدت أصلا نية في ذلك، و إلاَّ فكيف كانت ستكون أحوالها لو أنها كانت تشكو كذلك من غياب السكن ؟ و للحديث بقية

 

محمد لعبادي

Rédigé par Laabadi's

Publié dans #ETUDES

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article